أسرة الاتحاد للطيران مرآة للتسامح والبذل والعطاء

منذ انطلقت النداءات باحثة عن متطوعين للعمل مع الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية، سارع موظفو الاتحاد للطيران لتلبية النداء، فكان من بينهم كابتن الطائرة، وموظف الاستقبال، ورئيس القسم، ومضيفة الطيران والممرضة في مركز طب الطيران وغيرهم الكثير على امتداد أقسام العمل. وجميعهم اتفقوا على أن المكافأة المعنوية التي يمنحها العمل التطوعي أجزى بكثير من أي مكافأة مادية أخرى يمكن لإنسان الحصول عليها.

غالبية المتطوعين الذين التقيناهم كان لهم تجارب سابقة في العمل التطوعي، فيما يشارك البعض الآخر للمرة الأولى، يقول كارلوس، كابتن طيار في الاتحاد للطيران: "كانت زوجتي فيروز تفتح بيتنا للأطفال وطلاب المدارس الذين يحتاجون مساعدة في حل دروسهم ووظائفهم، كانوا ينادونها "ماما فيروز" وكان يجتمع لدينا في بعض الأحيان أكثر من ثلاثين طفل.. لا أمزح."

كارلوس وفيروز وابنهما عزيز، جميعهم قرروا التطوع في الأولمبياد الخاص كأسرة واحدة، تقول فيروز: "في التطوع، إلى جانب الشعور الغامر بالرضى والراحة، هناك دائماً شيء جديد نتعلمه، إنه فرصة للتعلّم والتعرّف إلى أمور كثيرة كنا نجهلها في السابق، وبرأيي إن إتاحة الفرصة للعمل مع أصحاب الهمم والتعرّف إلى اهتماماتهم واحتياجاتهم أمر في غاية الأهمية، وهو أحد الأسباب الأساسية لتطوعنا كعائلة إلى جانب رغبتنا في المساعدة وتقديم الدعم. نريد لابننا أن يكون قريباً من عالمهم، أن يتعرّف إليهم وإلى كيفية التعامل معهم وتقديم المساعدة لهم بالشكل الأنسب وعند الضرورة، فنحن بطبيعتنا كبشر نخاف مما نجهله، نخاف أن نسيء التعامل بغير قصد، نخاف أن نؤذيهم أو أن نسبب لهم أو لأنفسنا الإحراج. أول تواصل لإبني عزيز مع طفل من أصحاب الهمم كان في المدرسة، لم يكن يعرف لم هو مختلف، ولماذا يتصرف بغرابة، سواء من خلال ردود أفعاله المبالغ بها أحياناً أم من خلال عزلته وابتعاده عن الآخرين، مثل هذا الأمر أثار فضوله وجعله يأتي إلي ويطرح علي الأسئلة أراد معرفة المزيد عن زميله وكيفية التعامل معه، كان الطفل مصاباً بالتوحد، وأصبحا فيما بعد صديقين."

عزيز ابن الخامسة عشر يدرس في المدرسة الكندية وتطوع في الأولمبياد الخاص بتشجيع من المدرسة والأهل للمساعدة في القسم الرياضي، رياضة رفع الأثقال. وهنا تقترح فيروز أن تقوم المدارس بتوفير المزيد من البرامج التطوعية للطلاب، على أن تكون برامج منظمة متكاملة تخرج من المدرسة كمجموعات لا أن يترك الأمر للطالب ووعيه، كل هذا سيزيد من الوعي لدى الأجيال ويعزز من انتمائهم للمجتمع الذي يعيشون فيه، وعوضاً عن تضييع وقتهم في الألعاب الإلكترونية يمكنهم قضاء القليل منه في الخارج مع الآخرين.

وأردف كارلوس: "جعلتني مبادرة الاتحاد للطيران في تشجيع موظفيها على التطوع وتقديم التسهيلات، فخوراً بها كشركة تضع الإنسان في قمة أولوياتها، فخور باالقيم الإنسانية التي تتبناها، وهي بذلك ستكون قدوة لكثير من الشركات الأخرى. من المهم خلق مثل هذا الشعور بالمسؤولية لدى الجميع، فمثل هذه المبادرات تصنع مجتمعاً متماسكاً داخل الشركة نفسها، وهو أمر لطالما اهتمت به الاتحاد للطيران وبادرت لتعزيزه بين أفراد أسرتها."

وأشاد كل من فيروز وكارلوس باختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لتسمية "أصحاب الهمم" بدلاً عن تسمية "ذوي الاحتياجات الخاصة" تقول فيروز: "أصحاب الهمم تسمية في غاية الأهمية الجمال، تسمية تدعو للفخر لما تحمله من ثقة وإيجابية وهي تصف الحقيقة بالفعل. فهؤلاء فعلا أصحاب همة عالية أصحاب إرادة وتصميم، ولنتمكن من تحقيق ما حققوه ينبغي علينا أن نكون ذوي عزيمة."

"بإمكاننا تخيل هذه الفئة من المجتمع التي تغلبت على الصعوبات الجسدية والصعوبات الاجتماعية، وهي اليوم تغامر بالسفر إلى مكان غريب تماماً عنها للمشاركة بالألعاب. لا شك أن مثل هذا الأمر يجعلنا نفتخر بهم ونسعد بالوقوف إلى جانبهم ويشجع الأسر الأخرى ممن لديهم أبناء وأطفال من أصحاب الهمم للتفكير بدمج أبنائهم في المجتمع والوثوق بقدراتهم أكثر والبحث عن مواطن القوة لديهم."

وأكّد كارلوس وفيروز أن مثل هذا النوع من الفعاليات يفتح أعيننا على أهمية دمج المختلف في محيطه وإتاحة الفرصة للمجتمع بكافة شرائحه للمشاركة والعمل جنباً إلى جنب، مما يعزز من مسألة تقبل الآخر والمختلف عنا، كما أن الأولمبياد الخاص طريقة أخرى لنبرهن أن أبناءنا من أصحاب الهمم قادرون على فعل أكثر مما نتوقعه منهم، ستجعل الأهل يفكرون، هل بإمكان طفلي حقاً لعب كرة الطاولة، هل يمكنه السباحة والتنافس وتحقيق الفوز؟ كل هذا يصب في صالح تلك الفئة العزيزة إلى قلوبنا، ويسهم في تغيير وعي المجتمع.

في نهاية الحديث أبدى كارلوس وفيروز سعادتهما لكونهما جزء من هذا الحدث التاريخي الهام، كونه يُقام للمرة الأولى في المنطقة وتحتضنه إمارة أبوظبي بيتهما الثاني، كل هذا يجعلهما يشعران بمزيد من الفخر والسعادة.

في مجتمع متعدد الثقافات متعدد الأجناس ومتعدد الأديان يفتقد المرء أحياناً للحس المجتمعي نظراً لالتفاف كل مجموعة حول نفسها، من هنا تكمن أهمية المبادرات والفعاليات التي تقيمها دولة الإمارات العربية المتحدة في إشراك المجتمع بكافة فئاته وأطيافه لتعزز من حس الانتماء والتآخي والتسامح.

 

المصدر: fourcommunications

عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر أسرة الاتحاد للطيران مرآة للتسامح والبذل والعطاء على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.

كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع وكالة أنباء الأعمال وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.