أخبار عالمية

نيويورك تايمز: الاغتيالات المتتالية في الشرق الأوسط تقوض آمال بايدن في السلام

حمدي عبدالله - القاهرة في الخميس 1 أغسطس 2024 04:32 مساءً - ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الاغتيالات المتتالية في منطقة الشرق الأوسط تقوض آمال الرئيس الأمريكي جو بايدن في السلام.

وقالت الصحيفة، في مقال تحليلي نشرته اليوم، إن بايدن كان يتوقع أن يستخدم ما تبقى له من وقت في منصبه لإنهاء الحرب في غزة أخيرا، لكن هذه التوقعات كانت حتى يوم الاثنين الماضي، قبل اغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيروت وطهران.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن البيت الأبيض أن المخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط "مبالغ فيها"، ولكن بحلول يوم أمس الأربعاء، لم يكن الأمر واضحا تماما.

في الشرق الأوسط المتقلب، يمكن أن يحدث أي شيء في أي وقت

وأضافت الصحيفة أنه في الشرق الأوسط المتقلب، يمكن أن يحدث أي شيء في أي وقت، ويمكن أن يتغير الكثير في غضون 48 ساعة. وبالنسبة لبايدن، فإن الاغتيالات المتتالية لفؤاد شكر وإسماعيل هنية أربكت مرة أخرى المعادلة الجيوسياسية وأعادت النظر في تقييم المخاطر.
وقالت الصحيفة إنه الآن، بعد أن أصبح بايدن في الأشهر الأخيرة من ولايته كرئيس، كان يأمل في استخدام ما تبقى له من وقت في منصبه لإنهاء الحرب في غزة أخيرا وربما التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل من شأنه أن يشكل تحولا نموذجيا في المنطقة، وأصبح الهدفان أكثر صعوبة بسبب عمليات القتل المستهدفة في الأيام القليلة الماضية، على الأقل ليس في الأمد القريب.

غير أن فريق بايدن تعهد أمس الأربعاء بعدم الاستسلام، وأمضى المسؤولون الأمريكيون اليوم في التواصل مع المسؤولين في إسرائيل ودول شرق أوسطية، على أمل منع دوامة العنف من التصعيد إلى ما هو أبعد من الضربات المحدودة وإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل بعد أن تهدأ الأمور.

مسؤولون في إدارة بايدن: لم يتم إبلاغنا مسبقا بالعملية التي استهدفت إسماعيل هنية

وقال مسؤولون في إدارة بايدن إنه لم يتم إبلاغهم مسبقا بالعملية التي استهدفت إسماعيل هنية، والذي قُتل في دار ضيافة تابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران حيث كان يقيم بعد حضور تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وبحسب الصحيفة، صُدم كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، من عملية الاغتيال، وخاصة القرار بإصدار الأمر بتنفيذها في العاصمة الإيرانية، وهي الخطوة التي تجعل من الصعب على إيران عدم الرد.

لكن أحد كبار الضباط العسكريين الأمريكيين، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إنه في حين يجب أن تشعر إيران بالحرج من هذا الخلل الأمني ​​غير العادي، فإنها قد تخشى أيضا الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن اغتيال هنية جاء بعد أقل من يوم من ضربة في إحدى ضواحي بيروت قتلت فؤاد شكر، ردا على هجوم وقع في وقت سابق على بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان، وأعلنت إسرائيل علنا مسؤوليتها عن هجوم حزب الله بينما لم تؤكد تورطها في مقتل هنية، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين اعترفوا سرا بأن الإسرائيليين هم من نفذوه

وقال ناتان ساكس، مدير مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينجز، "إن عملية التفاوض بين قادة حماس في الخارج وفي غزة سوف تصبح الآن أكثر تعقيدا، لكنها لا تزال هي المفتاح لآمال إدارة بايدن الأوسع نطاقا في استقرار الوضع، وبالتالي من المرجح أن تظل هدفا مركزيا".
من جانبه، يرى روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن مثل هذه الاغتيالات تهدف في الواقع إلى الحفاظ على ضغوط إدارة بايدن على إسرائيل لتفضيل الضربات المستهدفة ضد قادة حماس بدلا من العمليات العسكرية واسعة النطاق التي تتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين.
وقال: "بطريقة ما، هذا هو بالضبط ما كانت الولايات المتحدة تحث إسرائيل على القيام به".
ووفقا للصحيفة، كان بايدن عازما على تجنب حرب إقليمية منذ هجوم السابع من أكتوبر وتمكن من تجنبها في أبريل بعد أن أطلقت إيران حوالي 300 صاروخ وطائرة بدون طيار ضد إسرائيل ردا على الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق. وساعدت القوات الأمريكية في ضمان اعتراض جميع الصواريخ والطائرات بدون طيار تقريبا وشجع بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ترك الأمر عند هذا الحد.
ويرى محللون أن بايدن يواجه الآن سيناريو تصعيد آخر، حتى مع تسليمه الراية إلى نائبته كامالا هاريس لتصبح المرشحة الديمقراطية المحتملة للانتخابات الرئاسية.
وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق للسلام في الشرق الأوسط وكبير الباحثين حاليا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "آخر شيء تحتاجه إدارة بايدن أو المرشح الديمقراطي المفترض الآن، مع بقاء أقل من 100 يوم على الانتخابات، هو الانجراف إلى تصعيد إقليمي كبير وفوضوي أو الفشل في إدارته".
وأضاف ميلر: "سيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، على بايدن تحديد ردود فعل إيران أو حزب الله، ناهيك عن السيطرة عليها. وبافتراض أن أيا منهما لا يريد حربا شاملة، فقد يكون لدى بايدن نجاح أكبر في التأثير على رد الفعل الإسرائيلي بمجرد رد إيران وحزب الله".

Advertisements

قد تقرأ أيضا