الارشيف / أخبار مصرية

د. سمية عسلة تكتب: 30 يونيو.. العالقون ما بين عزيزي بيريز والسلف الفاسد

جدة - نرمين السيد - في مثل هذا اليوم كان الشعب المصري بين أنياب جماعة إخوانية تحكم ويغازل رئيسها تل أبيب عبر خطابه الشهير لرئيس الحكومة الإسرائيلية، والذي بدأه بكلمة "عزيزي بيريز"، وتيار سلفي بفكر "السرورية" ينافس ويهدد، وقد أتى كلا الطرفين بأشد العصابات الدولية إرهابًا ودموية، حتى انفجرت ثورة 30 يونيو 2013 لتنقذ المصريين من بين أنيابهم.

أتساءل كثيراً ماذا لو اهتزت يد المشير عبد الفتاح السيسي، حينها، وتأثر بالتهديدات التي كان يسمعها من رئيس الإخوان محمد مرسي، وحليفه حازم صلاح أبو إسماعيل، قائد التيار السلفي الجهادي والسياسي معًا، وهو رجل كان والده نائب عن الإخوان في البرلمان المصري، وكان هو نفسه أحد أفراد جماعة الإخوان، واستقال منها لينضم إلى السلفيين، ويستغل خبرته الإخوانية في ترتيب صفوف السلفيين ليقسمهم إلى أجنحة منظمة تشمل الجناح الجهادي والسياسي والدعوي، فالمعروف أن الإخوان هم أقل عدداً من السلفيين ولكنهم أكثر تنظيمًا.

نجح حازم صلاح، في أن يصبح بدهائه رئيسًا للجناح الجهادي والسياسي السلفي في مصر 2011 حتى 2013، بل أنه أسس حزب سياسي جديد حينها أسماه "الراية"، بخلاف حزب النور الذي كان موجود سابقًا، وترشح للرئاسة بعد أن زوّر وثائق جنسية والدته الأمريكية، مستغلاً رغبة السلفيين في أن يكون لهم تواجد داخل الجامعات والأجهزة التشريعية والتنفيذية المصرية، ومنافسة الإخوان للحصول على أكبر عدد من الكراسي في البرلمان المصري.

كنت حينها طالبة في الجامعة أرى بنفسي الطعنات التي كان يتبادلها طلاب الإخوان والسلفيين للوصول إلى كرسي اتحاد الطلبة، والسيطرة على مسجد الكلية لينشر كلا منهما أفكاره ونفوذ الجماعة التابع لها.

كان المشير عبدالفتاح السيسي، يرى جيدا أن التحدي الأكبر لم يكن في العناصر الإرهابية التي أتى بها السلفيين الجهاديين إلى سيناء، ما يسمونهم الإخوة في الخليج العربي بـ"السرورين"، وهم أناس شوهوا النهج السلفي في اتباع الصحابة والسلف الصالح، ليتحولوا بأطماعهم السياسية والمادية إلى سلف فاسد، شكلت عناصره نواة تكوين داعش والقاعدة، وإن التحدي الكبير لا يكمن أيضًا في حكومة الإخوان التي جاءت بالحرس الثوري الإيراني لهدم المؤسسات الأمنية والعسكرية المصرية، واستبدالهما بميليشيا تحمي سلطة المرشد الإخواني المصري.

كل هذا لم يكن يشكل عائق كبير أمام المشير السيسي فهو بالنهاية جندي مصري ورئيس أحد أقوى أجهزة المخابرات في العالم، ويعلم جيدًا أن مصر تضعف ولا تموت، وأن جيشها قوي صلب محفوظ بعناية الله، ولو زاد حوله نباح الكلاب والمؤامرات، وأيضًا لم يكن العائق الأكبر أمام المشير السيسي هو تلك العلاقات المشبوهة ما بين رئيس الاخوان محمد مرسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية شيمون بيريز، والذي نتج عنها عقد اتفاق بيع جزء من سيناء المقدسة إلى إسرائيل بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهل غزة إلى سيناء، وهذا ما كشف عنه الرئيس محمود عباس أبو مازن، مؤخرًا، في تصريح مُعلن له، وقال إنه رفض حينها هذه الصفقة المشبوهة ما بين الرئيس المعزول محمد مرسي وإسرائيل.

وهُنا يمكنني أن أقول أن التحدي الأكبر أمام المشير السيسي كان هو الفكر والعقيدة الفاسدة التي حاول الإخوان والتيار السلفي نشرها بين المصريين على مدار عقود من الزمن، مُستغلين حالة الشحن العاطفي الديني والوطني لدى المصريين بعد حرب النصر 6 اكتوبر 1973، والدعوات التي تبناها السلفيين والإخوان بضرورة الجهاد ضد المحتل الإسرائيلي، رغم الإزدواجية التي عانى منها الإخوان بقتلهم للرئيس السادات على المنصة وكأنهم حزينون على خسارة إسرائيل في الحرب، سبقها نجاح السلفيين في ضم بعض عناصر الجماعات الإسلامية، وصولاً للفكر الإخواني والسلفي الداعم له على مستوى سياسي و تحت غطاء دعوي تزعمه كلا من الحويني ومحمد حسان حتى 2011، سواء عبر القنوات التلفزيونية التابعة لهم أو المساجد والجامعات التي سيطروا على منابرها في محاولة لغسل عقول الشباب. ورسائل التخويف والتهديد التي كانوا يصدرونها للمصريين بأنه في حال تم عزل مرسي سترتوي أرض مصر بالدماء، وأن هناك جحافل من التكفيريين التابعين للسلفية الجهادية في سيناء ينتظرون ضغطة زر من البلتاجي للانطلاق نحو إحراق مصر.

كان أكبر تحدي أمام المشير عبد الفتاح السيسي هو مدى الوعي المصري وتمسك المصريين بعقيدتهم الدينية الوسطية وإيمانهم الراسخ بأرضهم المقدسة وجيشهم العظيم.

وقد برهن المصريون في ثورة 30 يونيو 2013 على مدى ثبات عقيدتهم الدينية والوطنية وإيمانهم العميق بقوة جيشهم العظيم، ونزاهة القوات المسلحة المصرية التي دعمت إرادة الشعب في سقوط هذه الميليشيا الإخوانية الحاكمة والداعمين لها.

وكانت رسالة لكل المصريين أن مصر تضعف ولا تموت و أن الجيش المصري قوي على أرضه بل وربح جيشنا أول تحدي أمني وعسكري خارج أرضه، في هذا التوقيت الصعب بعد إقتلاع الإخوان، بعد أن قامت قواتنا الجوية المصرية بحصد رؤوس الدواعش الذين قتلوا أبنائنا على الحدود المصرية الليبية 2015 لتكون رسالة للداخل والخارج أن مصر محمية بوعد من الله وقوة جيش ركع العالم احتراماً أمام قوته وحكمته معًا.

د. سمية عسلة
كاتبة وباحثة سياسية

عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر د. سمية عسلة تكتب: 30 يونيو.. العالقون ما بين عزيزي بيريز والسلف الفاسد على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.

كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع مبيدأ وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا