وبينما يعتقد غالبية الأوكرانيين أن بلادهم ستنتصر في الحرب، يُبدي قطاع كبير من الأوروبيين تشككًا في قدرة أوكرانيا على هزيمة القوات الروسية على أرض المعركة.

وأظهرت الدراسة، التي نُشرت على الموقع الإلكتروني للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن هناك ميلاً بين الأوروبيين للاعتقاد بأن أوكرانيا لن تتمكن من هزيمة روسيا عسكريًا.

وبيّن الاستطلاع أن ما يقرب من ثلث إلى نصف المستطلعين الأوروبيين يرون أن الحرب ستنتهي بتسوية يتم التفاوض عليها بين الطرفين.

وتفصيلاً، أوضحت الدراسة أن 31% من المستطلعين في اليونان يعتقدون أن انتصار روسيا هو الاحتمال الأكثر ترجيحًا، بينما يرى 38% من المشاركين في إستونيا، إحدى دول الاتحاد الأوروبي، أن أوكرانيا هي التي ستنتصر في الحرب، وعلى النقيض من ذلك، تبرز الثقة الكبيرة لدى الأوكرانيين في قدرة قواتهم على الانتصار.

وأفادت الدراسة أن 58% من الأوكرانيين واثقون من هزيمة روسيا، ويرون أن استمرار الحرب ممكن بفضل الدعم الدولي الذي يتلقونه من حلفائهم، وفي المقابل، يعتقد 1% فقط من الأوكرانيين أن روسيا ستنتصر، بينما يرى 30% منهم أن تسوية الأزمة عبر التفاوض هي الاحتمال الأرجح لإنهاء الصراع.

وأظهرت الدراسة تباينات كبيرة في الآراء بين دول الاتحاد الأوروبي حول عدة قضايا متعلقة بالحرب في أوكرانيا.

ومن أبرز هذه القضايا طريقة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا ومسألة انضمام كييف إلى المنظمات الأوروبية والدولية مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن قادة الناتو قد يواجهون صعوبة في الحصول على دعم محلي لفكرة نشر قوات في أوكرانيا، إذ تتراوح نسبة المؤيدين لهذا الإجراء بين 4% و22% فقط بين مواطني الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

كما بيّنت الدراسة أن معظم دول الاتحاد تعارض زيادة مساهماتها في الإنفاق الدفاعي لدعم أوكرانيا، باستثناء بولندا، حيث يؤيد 53% من الشعب البولندي زيادة الإنفاق الدفاعي، وتبلغ نسبة التأييد في إستونيا 45%، وفي السويد 41%، وفي ألمانيا 40%.

بالرغم من ذلك، لا يزال العديد من الأوروبيين يدعمون المشاركة في الحرب بطرق أخرى، مثل تقديم المساعدة التقنية وزيادة إمدادات الأسلحة والذخائر، لكن في دول مثل بلغاريا واليونان وإيطاليا، يرى أغلبية السكان أن تسليح أوكرانيا "فكرة سيئة".

أظهرت دراسة جديدة أجراها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية وجود انقسامات واضحة بين الدول الأوروبية بشأن مسألة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، حيث برزت دول مثل البرتغال وإستونيا والسويد وإسبانيا وبولندا كأكثر الدول دعمًا لعضوية أوكرانيا في الاتحاد، بينما عبرت دول مثل ألمانيا وبلغاريا وجمهورية التشيك وفرنسا عن شكوكها وترددها في هذا الشأن.

وفيما يتعلق بوجهة نظر الأوكرانيين، أفادت الدراسة أن ما يقرب من ثلثي الشعب الأوكراني، بنسبة 64%، يعتبرون أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أمر حاسم لمستقبل بلادهم، تمامًا مثلما يرون عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو" ضرورة استراتيجية.

تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا تقدمت بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير 2022، وحصلت على صفة المرشح للاتحاد في يونيو من نفس العام.

وفي 25 يونيو الماضي، بدأ الاتحاد الأوروبي محادثات رسمية حول الانضمام مع كل من أوكرانيا ومولدوفا.

تأتي هذه الدراسة في توقيت مهم، قبيل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن من 9 إلى 11 يوليو الجاري، والتي ستناقش الموقف الحالي في أوكرانيا والمواقف المختلفة لدول الاتحاد الأوروبي تجاه الصراع والعضوية المحتملة لأوكرانيا في الاتحاد.