فن ومشاهير

عادل حمودة يكتب: لماذا تحب النساء الرجل الأسمر؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر عادل حمودة يكتب: لماذا تحب النساء الرجل الأسمر؟ في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - لو شاء الرجل أن يعرف ما ستكون عليه المرأة التى اختارها زوجة عليه أن ينظر إلى أمها.

غالبا ما تكون الفتاة حاضر الأم والأم هى غد الفتاة ليس فى الشكل فقط وإنما فى السلوك والمصير أيضا.

ولو أرادت امرأة أن تعرف ما سيكون عليه زواجها من رجل اختارته عليها أن تعرف علاقته بأمه.

لو كانت علاقته بأمه مفقودة تاهت علاقته بزوجته.

والأصعب أن يتقبل رجل زواج أمه من رجل آخر غير أبيه حتى لو كانت الأسباب مقنعة والظروف ضاغطة والشرعية حاضرة.

هنا تصبح المرأة عقدته النفسية.

يسيطر عليه هاجس الخوف من أن تتركه المرأة التى يحبها أو المرأة التى تزوجها كما تركته أمه فيسارع بتركها والانفصال عنها.

يتخذ القرار بنفسه ودون مبرر وغالبا ما تفاجأ به المرأة التى تحبه وتتمسك به.

إن الخوف من الفقد يؤدى إلى الفقد.

لم يتقبل «أحمد زكى» أن تتركه أمه لتتزوج من رجل غريب لا يعرفه حتى وإن منحها العذر فيما فعلت فما يقبله العقل الظاهر لا يقبله العقل الباطن غالبا.

نفس العقدة كانت عند «يوسف إدريس».

تزوجت أمه بعد وفاة أبيه فلم يتقبل أن تكون مع رجل آخر ولو كان زوجها.

كشف عقدته فى أكثر من قصة قصيرة تلخص المعاناة فى عبارة بليغة ثاقبة:

«عندما تؤلمنا الحياة نهرع إلى حضن الأم طلبا للنجاة ولكن ماذا نفعل عندما تكون الأم هى نفسها مصدر الألم؟ لمن نلجأ؟ ولمن نشكو؟ وأين الحضن الذى نرتمى فيه؟».

«كيف يكون حضن الحنان هو مصدر الشقاء؟ كيف يكون دواء الشفاء من غدر الدنيا نوعا من الأشواك؟».

وحسب ما سمعت من السيدة «رجاء» زوجة «يوسف إدريس» فإن عقدة زواج الأم من رجل آخر جعلته شديد الغيرة ولكن فهمها لما يعانى منه نفسيا جعلها تتحمل وتستمر فى طمأنته بصبر لا آخر له حماية لوجوده ودعما لموهبته الاستثنائية فى كتابة القصة القصيرة.

فيما يبدو تكررت العقدة ذاتها مع «أحمد زكى».

حسب تفسير الدكتور «أحمد عكاشة» فإن بديل الأب غير مرحب به إلا فى حالات نادرة.

لكن الدكتور الأمريكى «توماس ستيفن ساس» أشهر طبيب نفسى فى العالم يصر على أن الطفل لا يتقبل زواج أمه من رجل غير أبيه وفى حالات كثيرة يرى أنها علاقة مرفوضة تصيبه بالاكتئاب ثنائى القطب أو تحرمه من النوم المنتظم مما يضطره إلى التعود على تناول المهدئات والمنومات حتى يصل إلى مرحلة الخطر وليتخلص منها عليه أن يدخل مصحة أكثر من مرة.

ويسبب الاكتئاب ثنائى القطب تقلبات مزاجية مزمنة بين الحزن أو اليأس أو فقدان الاهتمام وبين الابتهاج والانبساط والتفاؤل والاستمتاع باللحظة.

عرفت من الدكتور «حسن البنا» أن «أحمد زكى» تردد على الدكتور «أحمد عكاشة» أكثر من مرة ليعالجه من التعود على المنومات والمهدئات ولكن الدكتور «أحمد عكاشة» لم يبح لنا بما لديه من معلومات احتراما لسرية المريض.

كل ما سمح بقوله: إن عدد الذين عالجهم من مشاهير مصر فى كافة المجالات لا يصدق.

ويكاد لا يوجد نجم سينما لا يعترف بأنه بحث عن السكينة المفقودة لدى الطب النفسى.

وحدث أن عانى «محمد عبد الوهاب» من مرض الوسواس القهرى ولم يعد يصافح أحدا وشعر أن صوته سيختفى وتدخل أربعة وزراء ليقنعوا الدكتور «أحمد عكاشة» بعلاجه فى البيت استثناء لشهرته وشيخوخته واستجاب الطبيب الشهير وعندما شفى اعترف بفضله وهو على متن رحلة من رحلات «مصر للطيران».

حسب روايته فإن الشركة أذاعت أغنيته «من غير ليه» فى كابينة الطائرة تقديرا لوجوده على متن إحدى رحلاتها لكنه أمسك بميكرفون قائلا:

«إن الفضل يعود إلى الدكتور أحمد عكاشة».

تصادف وجود الدكتور «أحمد عكاشة» فى الطائرة نفسها.

لم يكتف «أحمد زكى» بالدكتور «أحمد عكاشة» وإنما لجأ فى كثير من الأحيان إلى الدكتور «يسرى عبد المحسن».

كان يعتبر الطبيب النفسى صديقًا بأجر يفضفض معه بكل ما فى نفسه دون الخوف من فضح معاناته فى زمن عز فيه الصديق.

كان يلجأ إلى الطبيب النفسى قبل أن تتراكم المشاكل الصغيرة فتصبح صخرة ثقيلة.

هو ليس انطوائيا كما أشيع عنه ولكنه يخاف أن يتكلم مع أحد فيجد سيرته على كل لسان كما أنه نادرا ما يجد أحدًا فى حالة سعادة حتى يقترب منه فما فيه يكفيه ويزيد.

لكن تبقى عقدة الأم مؤثرة.

والحقيقة أننى لم أكن الوحيد الذى انتبه إليها بل تحدثت عنها «إيناس الدغيدى» فى الحلقة التى قدمتها عن «أحمد زكى» فى برنامج «حكاية وطن» على قناة «النهار اليوم» فى شتاء عام ٢٠١٦.

«إيناس الدغيدى» مخرجة سينمائية جريئة تثير الجدل بشجاعتها فى الموضوعات التى تتناولها عرفت «أحمد زكى» فى بدايته عندما كانت مساعدة «حسن الإمام» وعرفته عن قرب من خلال أفلامها التى قام ببطولتها مثل «امرأة واحدة لا تكفى» و«استاكوزا».

بصراحة تقول:

ــ إن «أحمد زكى» كسر قواعد النجومية التى تعودنا عليه والتى رسخها جيل قبله ضم ممثلين كبارًا تعودنا عليهم مثل «حسين فهمى» و«محمود عبد العزيز» و«فاروق الفيشاوى» لكن «أحمد زكى» ببشرته الداكنة نجح فى تغيير المواصفات على أنه فى الوقت نفسه يحب المرأة الشقراء.

ــ هل هى عقدة يمكن أن تصيب الرجل الأسمر؟

ــ ربما لكنه كان غريبا جدا.

ــ كيف؟

ــ كان يحب المرأة جدا ويحترمها جدا ويحتويها جدا ثم فى ثانية واحدة يتخلى عنها ويلقى بها من سابع دور.

ــ والسبب؟

ــ عنده على ما يبدو عقدة نفسية منذ الصغر تسبب فيها زواج والدته بعد وفاة أبيه وتركها لخاله يربيه.

ــ لكنه سامحها.

ــ هو سامحها فى الأيام الأخيرة ولكن لم يسامح المرأة جواه.

ــ لكنه لم يفصح عما بداخله تجاه المرأة.

ــ أنا حسيت به.

أثناء تصوير مشهد خارجى فى فيلم «امرأة واحدة لا تكفى» ازدحم الناس فى الشارع الذى تدور فيه الكاميرات مما ضغط على أعصاب «إيناس الدغيدى» فصرخت فى وجه «أحمد زكى» لينتبه إلى تعليماتها ولكنه لم يتقبل منها ما فعلت لأنها امرأة وهو نجم والأهم رجل لا يخلو من مشاعر «سى السيد» أحمد عبد الجواد بطل ثلاثية «نجيب محفوظ».

انسحب من الفيلم الذى كتب قصته صديقه «عماد الدين أديب» بدعوى أنها أهانت رجولته أمام جمهوره وتدخلت «نجلاء فتحى» للصلح بينهما.

بالقطع منحته النجومية شعورا بالزهو جعله يتصرف دون حذر أو حساب.

اصطدمت به «إيناس الدغيدى» أثناء تصوير فيلم «استاكوزا» حين تدخل فى إخراج أحد المشاهد بطريقة جعلتها تبكى لكنه لم يعتذر علنا أمام كل من كانوا فى «اللوكيشن» ولكنه ضرب نفسه بـ «شبشب» مؤكدا أنه لا يمكن أن يغضبها بعد ذلك.

إن الشهرة المفاجئة التى تهبط على النجم تجعله يتجاوز الحدود المعتادة التى كان يلتزم بها قبل أن يعرفه الناس.

سمعت من «نور الشريف» أنه استمتع بالشهرة فى بداية حصوله عليها وأسعده كثيرا أن الفتيات تقترب منه فشعر باختفاء المسافة بينه وبينهن فتجرأ عليهن فإذا به يتلقى لكمات عنيفة من رجال بصحبتهن ولم يكن وحده الذى خاض تلك التجربة وإنما شاركه فيها نجوم غيره تصوروا أن من السهل تجاوز حدودهم.

الحقيقة أن «أحمد زكى» لم يكن منهم.

لكنه فى الوقت نفسه كان يشعر أن كل نساء السينما يمكن أن يقعن فى غرامه أو أنهن تعويض عادل عن سنوات الحرمان.

فى البرنامج اعترفت «إيناس الدغيدى» أيضا أن «الستات» تحب الرجل ذى البشرة السمراء الداكنة مثل «أحمد زكى» وتجرى وراءه مما جعله لا يتخيل أن امرأة يمكن أن ترفضه خاصة بعد أن أصبح نجما.

لكن «إيناس الدغيدى» قالت:

«أنا اعترضت عندما شعرت أنه يريد أن يأخذ خطًا آخر بعيدا عن العلاقة المهنية ونحن نصور فيلم «امرأة واحدة لا تكفى».

فى لحظتها قال: «أنت النهاردة أصبحت صديقتى أكتر من الأول».

تضيف:

ــ كان دائما يقول إن كل الستات تحبه فلم أنا لا أحبه؟ وكنت أرد: أنا بحبك أكثر من الستات الأخرى لأننى متأكدة أن الصداقة تبقى أفضل علاقة بين رجل وامرأة.

بدا أن هناك مساحة عريضة من الود والتفاهم بين «أحمد زكى» وبين «نجلاء فتحى» نمت حتى بدأ التفكير فى الزواج.

لكن النرجسية التى تتفجر فى شخصيات النجوم حالت دون ذلك.

لم تكن «نجلاء فتحى» لتقبل ترك التمثيل والبقاء فى البيت ولو كان الزوج نجما مثل «أحمد زكى» كما أنها ليست من النساء اللاتى ينفذن أوامر الرجل دون نقاش لذلك كان الزواج منه مغامرة محكوم عليها بالفشل.

مهما كان الحب يصعب على ممثلة شهيرة ومستقلة مثلها أن تقبل بما تكره.

قطعا كانت تريد من يضيف إليها لا من يخصم منها.

وهو يريدها «ست بيت» تجهز له كل ما يريد وتنتظره فى شوق حتى يعود من التصوير ولو فى دوت الخليج.

وهكذا انفصلا قبل أن يرتبطا.

هكذا أدركا أن الحب وحده لا يكفي.

يصف «أحمد زكى» مثل هذا الموقف الذى عاشه أكثر من مرة مع أكثر من ممثلة بأنه «غباء الحب».

الوصف يستحق التوقف عنده لنعرف منه ما يقصد.

يقول:

ــ الإنسان ممكن يترك أشياء من كثرة ما يحبها.

استنكرت كلامه.

قال:

ــ ممكن تحب امرأة وتعجز عن التفاهم معها أو لا تستطيع أن تتقبل طبيعتك الشخصية أو أسلوبك فى تناول الطعام أو طريقتك فى النوم أو ترفض أصدقاءك فى هذه الحالات لا مفر من الانفصال ولو كان الحب تجاوز حدود الروعة والنشوة والرغبة.

ــ هل غباء الحب سبب انفصالك عن هالة فؤاد؟

أجاب دون توقف أكثر من ساعة يمكن تركيزها فى سطور مناسبة.

أحبها «أحمد زكى» بجنون.

فى غيابها كان يتذكر عطرها ووجهها وصوتها ونظراتها وألوان فساتينها وأحذيتها.

كان فى حالة عشق لم يتكرر ولم يتصور أنه فى يوم من الأيام سوف يتغير وكان بناره يتشوق.

فى ٩ سبتمبر عام ١٩٨١ عرض مسلسل «الرجل الذى فقد ذاكرته مرتين» عن قصة كتبها «نجيب محفوظ» وأخرجها «ناجى أنجلو».

بعد تصوير المشهد الثالث بين بطلى المسلسل «أحمد زكى» و«هالة فؤاد» وقعا فى الحب.

كان «أحمد زكى» فى بداية الطريق لكن بفراسة المخرج «أحمد فؤاد» أدرك أنه نجم المستقبل فتحمس لزواجه من ابنته رغم إمكانياته المادية المتواضعة وظروفه العائلية الصعبة.

قبلت «هالة فؤاد» أن تكف عن التمثيل وكتمت مشاعرها نحو السينما حبا فى «أحمد زكى» الذى تضخمت أحلامه فى تكوين عائلة كبيرة بها «دستة» أبناء تعويضا عما حرم منه بل إنه طلب من «حماه» أن ينتقل للعيش معهما.

قضيا «شهر العسل» فى «هيلتون» باريس وتضاعفت فرحته عندما أنجبا «هيثم» إلا أن المشاكل بدأت بعد أن خرجت «هالة فؤاد» من المستشفى بعد الولادة وعادت إلى البيت.

شعرت بالحنين إلى التمثيل وشجعها على العودة إليه والدها الذى كان يرى أنها ستخلف «سعاد حسنى» فضغطت على «أحمد زكى» ترجوه أن تعود إلى السينما وتعهدت أن ترعاه وترعى ابنها وبيتها ولكنه انفجر فيها انفجارا عصبيا اشتهر به فى حالات الغضب.

وبتكرار حالات الغضب تركت «هالة فؤاد» بيتها وحملت ابنها إلى بيت أمها وهى تشعر أنها لن تعود إليه مرة أخرى وهو ما حدث.

لم يكن هناك مفر من الطلاق.

ممثل أمسك بحبل الصعود إلى القمة بعد سنوات من المعاناة غير المحتملة ولا يقبل التراجع عنها ولو كان الثمن الانفصال عن المرأة التى أحبها وأنجبت منه وهى فى الوقت نفسه تشعر أنها فقدت روحها عندما ابتعدت عن التمثيل وبدت مستعدة للتضحية بحبها من أجل العودة إلى البلاتو فلم لا يكون الانفصال ثالثهما؟

وأعاد التاريخ نفسه من جديد ليواجه «هيثم» بما واجه به أباه.

أم تزوجت مرة ثانية من رجل غريب عليه يعمل فى السياحة هو «عز الدين بركات» وأنجبت منه طفلًا آخر هو «رامى» وتربى «هيثم» عند جده وجدته حتى توفيا فى سن الرابعة عشرة وتولى خاله «هشام» رعايته من بعدهما بل أكثر من ذلك ورث نفسه المتاعب النفسية التى عانى منها «أحمد زكى» ومنها التعود على المهدئات والمنومات التى قضت عليه.

لكن الصدمة الكبرى أن أمه أصيبت بالسرطان ولم تنج منه وتوفيت فى ١٠ مايو ١٩٩٣ عن ٣٥ سنة تقريبا.

وفيما بعد توفى والده بالمرض الخبيث نفسه.

وبدا واضحا أن جينات الموت تتحرك بعفوية وتتكاثر بحرية فى عروقه.

لم تتزوج «هالة فؤاد» إلا بعد أن شعرت باليأس من عودة «أحمد زكى» إليها رغم أن كلًا منهما كان يحب الآخر.

اعتبر «أحمد زكى» أن والد «هالة فؤاد» هو السبب الوحيد للمشكلة حتى إنه قال للماكيير «محمد عشوب»:

ــ إنه لن يعود إلى «هالة فؤاد» إلا إذا مات والدها.

لكن والدها مات ولم يعد إليها.

ورغم الحب الذى لا يزال فإنها واجهت انتظار عودة «أحمد زكى» إليها بالحسم عندما تزوجت من رجل آخر وحمل «هيثم» شمعة فى عرسها.

غضب «أحمد زكى» من صور زفافها التى نشرت على غلاف مجلة «الكواكب» لكنه انهار عندما عرف بخبر وفاتها والمصدر لا يزال الماكيير «محمد عشوب».

كان يصور مشهدًا بينه وبين «عبلة كامل» فى فيلم «سواق الهانم» عندما عرف من ممثلة ثانوية الخبر فذهب مسرعا إلى مستشفى «الصفا» ليجد هناك مجموعة الممثلات المعتزلات (سهير رمزى وشهيرة وياسمين الخيام) اللائى انضمت إليهن «هالة فؤاد» بعد إصابتها بالسرطان.

فقد «أحمد زكى» أعصابه وراح يهذى بكلمات مثل «أنا الذى قتلتها» وكان لا بد من إبعاده حفاظا على مشاعر زوجها.

لم يتحقق حلم تكوين عائلة الذى ظل يراود «أحمد زكى» بل إنه لم يعش مع ابنه رغم أنه خصص له حجرة فى شقته مجهزة من كل ما يريد (كمبيوتر وفيديو جيم ومكتبة موسيقية وفيلمية وثياب رياضية وعادية) حسب ما سمعت من صديقه وطبيبه الدكتور «حسن البنا قاسم» فيما بعد.

«أحمد زكى» نفسه لم يعش فى بيت مستقل وإنما فضل عليه الإقامة فى فندق خاصة فندق «هيلتون رمسيس».

كان الفندق بالنسبة إليه مطعمًا وخدمة غرف لتناول ما يريد من وجبات لا تخطر على باله إلا فى لحظتها كما كان الفندق هو المكان الذى يجهز له ثيابه دون معاناة فى «اللوندرى» يضاف إلى ذلك أنه يلتقى فيه بمن يريد فى «اللوبى» أو «الكوفى شوب» دون أن يفكر فى واجب الضيافة وفى الوقت نفسه كان الفندق بمثابة سكرتارية تبلغه بمن جاء إليه وبمن اتصل به.

وبالقطع التهمت فواتير الفندق نسبة كبيرة من دخله.

وحسب ما سمعت من «حسين القلا» وصلت الفاتورة فى يوم من الأيام إلى ٧٠٠ ألف جنيه مما يعنى أن ما يكسبه كان غالبا يذهب إلى الفندق دون ادخار يذكر.

ولعل ارتفاع قيمة الفواتير سببها أن «أحمد زكى» كان إلى جانب الجناح الذى يقيم فيه يستأجر حجرة احتياطية دائمة يدعو فيها سكرتيره «محمد وطنى» أو طبيبه «حسن البنا» أو صديقه المخلص الممثل «ممدوح موافى» للنوم فيها إذا ما تأخر أحدهم فى السهر معه.

بمرور الوقت أضيفت إلى أعبائه المالية المساعدات التى يرسلها إلى أسرته فى «الشرقية» معتبرا المال وحده هو ما يقدمه إليها أما اللقاءات فى المناسبات أو تبادل المجاملات والاتصالات فهى فوق طاقته.

والحقيقة أنه كان مثل معظم النجوم غالبا ما يكتفى بالمساعدات المالية لذويهم.

وكان بعضهم يتعجب متسائلا: «كيف يشم أقاربهم رائحة الأموال التى أتت إليهم» وتناسوا أن أخبار العقود تنشرها الصحف.

وجاءت تكاليف تعليم «هيثم» لتزيد أعباء «أحمد زكى» خاصة أنه دخل جامعة خاصة.

ودون لف أو دوران يعترف «أحمد زكى» بأنه وافق على تمثيل أفلام لا ترضيه بسبب أزمات اقتصادية كان يمر بها.

بل إنه عندما عرض فيلم «الراقصة والطبال» فى التليفزيون حطم الجهاز.

فى هذه اللحظات أدرك أنه فرط فى حق نفسه كما فرط فى حق أسرته حتى لو وضع صور ابنه وزوجته السابقة على جدران مكتبه.

ويمكن القول: إن «أحمد زكى» كان يعامل «هيثم» بشدة حتى فى أيامه الأخيرة عندما كان تحت العلاج فى مستشفى «دار الفؤاد» بل إنه لم يكن ليرغب فى تواجده إلى جواره إلا دقائق معدودة ربما حتى لا يهمل محاضراته ودروسه وشهدت ذلك بنفسى.

ولكن فى الوقت نفسه كان يزعجه أنه لا يسأل عنه إلا إذا احتاج شيئا.

انتظر «أحمد زكى» أن تأتى العواطف من ابنه كما انتظرها من كل من ساعدهم أو عرفهم وأنفق عليهم.

كانت علاقة يصعب فهمها تصور فيها الأب على ما يبدو أن اليتم صنع منه رجلا فلم لا يجربه مع ابنه لينضج؟

لكن «أحمد زكى» لم يبح بما يشعر به ولم يفسر ما غمض من سلوكه.

استضفت فى برنامج حكاية وطن «مفيد فوزى» الذى كشف أنه ذات يوم طلب من أحمد زكى» أن ينظر فى عين الطفل «هيثم» ويكلمه ويشرح له أسباب طلاق أمه لكنه رفض بدعوى أن هناك أسرارًا لا يجوز كشفها.

فيما بعد عرفت من «أحمد زكى» أن تدخل الأهل عجل بتدمير العلاقة ولو كانوا تركوهما يتفاهمان بمفردهما لما كان ما كان.

ــ ما الذى حدث بالضبط؟

ــ كنت صغيرا بلا تجربة وتصورت مهمة الزوجة إسعاد زوجها وليس منافسته وهنا تأتى مشكلة الأهل الذين لا يعلمون البنت كيف تدير بيتها وكيف تحافظ عليه بل كيف لا تطبخ طعاما شهيا؟

ــ ربما وضعت صورة خيالية للزوجة غير موجودة فى الحقيقة كما أنك لم تستعب أن العلاقة بين رجل وامرأة فيها أخذ كما فيها عطاء.

ــ أنا شعرت بقفلة ثم خنقة وتصرفت بعنف ورغم أنها بقيت بعد الطلاق أربع سنوات تنتظر أن أردها إلا أن غبائى صور لى أنها بعودتها للتمثيل تعاندنى فلم أستجب لها ثم فوجئت بها تتزوج وساعتها ندمت وبكيت.

فى تلك اللحظة قررت أن أغير الموضوع.

قلت له:

ــ فى سنوات المراهقة يحب الشاب أى أنثى تمر أمامه حتى لو كانت قطة الجيران وعندما يكبر يحب أول بنت من بنات الجيران يراها فى الشرفة وما أن يصل إلى الثلاثين حتى يفكر فى الزواج وكأنه صفقة محسوبة وما أن يتجاوز الخمسين حتى يكتفى بتذكر انتصاراته ويتجاهل هزائمه العاطفية وما أن يصل إلى الستين حتى يبحث عن فتاة فى عمر أحفاده ليؤكد انهيار قدراته العقلية.

ــ لنفقد العقل لكن لا نفقد المرأة إننى لست درويشا أو وليا أولم يكن لدى ابوين حتى أطعمها لكن ما أن اقترب من امرأة تشدنى حتى تظهر أعراض الفضيحة.

ــ تقصد أنت تحب إذن أنت مفضوح.

ــ أضف إليها أنا أحب إذن فأنا مذبوح.

ــ لكنك لم تفكر فى الزواج مرة أخري.

ــ لم يحدث أن وجدت ما تمنيت وما تخيلت فى المرأة فلو حدث تزاوج روحى افتقدت التوافق العقلى وإذا عثرت على التوافق العقلى هربت منا القدرة على التسامح.

ــ يبدو أنك أدمنت الوحدة.

ــ أبدا لكن المرأة التى وصفها الشعراء وحلمت بها انقرضت لم تعد المرأة رومانسية بل أصبحت قنبلة موقوتة ولم تعد زهرة أو حبة فراولة أو شجرة ياسمين بل أصبحت كتيبة مقاتلة ولو لم تصدقنى أنظر حولك لترى الفتيات يرتدين ثيابًا تشبه ثياب جنود الصاعقة.

ــ لم تجد فى الورد عيبًا فوصفته بأحمر الخدين.

فيما بعد روت «عفاف شعيب» التى عرفته منذ الدراسة فى المعهد العالى للفنون المسرحية أن «أحمد زكى» طلب منها البحث عن «عروسة» بشرط أن تكون «بنت ناس وتحبه وتحافظ عليه» وأقسم بحياة ابنه أنه جاد هذه المرة.

وجدت «عفاف شعيب» فتاة من عائلة طيبة وتخرجت فى الجامعة الأمريكية واتفقت معها على موعد ليأتى «أحمد زكى» ويتعرف عليها ولكنها ظلت تنتظر حتى منتصف الليل ولم يأت ثم استأذنت وانصرفت.

حسب ما فهمت من «أحمد زكى»:

ــ إن العروس كانت فتاة صغيرة وخاف أن يتزوجها حتى لا يأتى يوما بفعل بحكم فارق السن لا يقبله.

وما أن انتهى عرض فيلم «سواق الهانم» فى عام ١٩٩٤ حتى ارتفعت همسات بوجود علاقة بين بطلى الفيلم «أحمد زكى» و«شيرين سيف النصر» ولكن سرعان ما تبخرت الشائعات بعد أن فضلت «شيرين سيف النصر» الزواج من ثرى سعودى تلافيا لما هو أسوأ.

ودخلت «رغدة» على الخط.

وتكاثرت الأسئلة: هل تزوجها؟ لم اقتربت منه إلى حد خدمته فى مستشفى «دار الفؤاد» فى أيامه الأخيرة؟ لم أهداها ساعة يد كانت لها ذكريات عاطفية لديه؟

قصة «رغدة» أكبر من إجابة سريعة على هذه الأسئلة وسنعرفها فيما بعد.

لكن أغرب ما سمعت هو ما رواه «محمد عشوب» عن رغبة «أحمد زكى» فى الزواج من «فريدة فهمى» أو «وردة».

كان يتصور أن المرأة متوسطة العمر ستكون رزينة وستستوعبه وتحتويه وتهدئ من روعه.

لم يقترب «محمد عشوب» من فريدة فهمى نجمة فرقة «رضا» للرقص الشعبى ولكنه فاتح «وردة» التى بدت موافقة على حد قوله وانتظرت حضور «أحمد زكى» فى موعد حدده هو بنفسه ولكنه كالعادة لم يحضر.

وليس هناك تفسير لهذا الاختيار سوى أنه كان يبحث فى المرأة عن الأم قبل الزوجة.

وذات ليلة جاء إلى بيت الفنانة «شهيرة» ليفاتحها فى زواجه من «نجلاء فتحى» لكنها نصحته بالتروى فنادرا ما ينجح زواج نجمين فى الوسط الفنى.

كانت «شهيرة» أول من أخذ بيده وأقنعته بالسفر إلى القاهرة لدراسة التمثيل دراسة أكاديمية تصقل الموهبة الربانية وتفتح أمامه أبواب الاحتراف وربما أصبح نجما.

وبقدر ما كانت النصيحة غالية بقدر ما كانت الخطوات صعبة ومتوحشة وبقدر ما كانت الليالى مؤلمة وموحشة وبقدر ما كانت القمة وعرة وعالية.


وردة


أنا أحب إذن أنا مفضـــــــوح ومذبوح

سر طلاق هالة فؤاد وأحمد زكى ولِمَ اتهم نفسه بقتلها؟  موعد زواج من وردة لم يحضره


حفل زفاف أحمد زكى وهالة فؤاد

عبد الوهاب يعترف بمرض الوسواس القهرى الذي عالجه منه الدكتور أحمد عكاشة

لِمَ وصف الطبيب النفسى بأنه صديق بأجر؟


محمد عبدالوهاب


أحمد عكاشة


إيناس الدغيدى

كيف فسرت إيناس الدغيدى مشكلته

مع المرأة؟ ولِمَ تشاجرا علنا فى الشارع أمام الجماهير ؟

Advertisements

قد تقرأ أيضا